الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

هذيان يشبه الموت



لانك تشبهني في لاشيء

احببتك

اراك

في عدمي هالة بلون الليلك الذي احب

هل يحق لي ان استنير بالشرود كي ادنو لناصية كعينيك .. ملاذ لبكائي

بكل خوفي اتلمس وجهك

اخاف التأخر ... كل شيء يمر دون ان يبقى بحوزتي شيء سوى الهذيان

تجلدت ربيعاً فخريفا ً

لكنه الصيف ..

اذابني كوردة يعصف في مهبها موت كئيب

و لانني اضحية تنحرها الاقدار

فقدت رأسي من ضياعات كثيرة

و لم يقوى ابتهالي على تسريب ثانية جديدة اعيشها معك

العالم في قارورة سم قاني

العالم في لغة انقرضت تحت ستار الرحمة المؤول

الكل يبحث عن شاة جديدة ... يقدمها لكبرياء القدر المتعجرف

و لأنني انثى بلادها الموت على ناصية التقاليد

تقدمت على مشيئي بالارتحال اليك

فعدت اجر خيبتي و رأسي وقبضة ملطخة بالدماء

اموت في عيشي

اتنفس الهواء الملوث بالممنوعات

انسى مايجيء مثلما نسيت ماضيي المعفر بالخواء من الاماني

اشبع من ترديد المحظور

فالحب محظور جديد

و الانتقال الى السماء محظور محرف

و انت محظور احبه حد موتي

حد البكاء او العناد او العناق

حد التلاشي في حضورك

اغيب كلما حاولت ان القاك

و عناقنا يأسره محظور اقداري .. يكبله مصيري ... انه موتي قريب

تمنعني خساراتي

يعمدني الفراق بالرحيل الى قيامة تشبه وجهك

كم احب وجهك !!

كم أحبك !!


رنا

اطوار البهجة المسلوبة.. مِسكُ القيامة القريبة



الغالية اطوار
صباح الجنة
عامان و بضع سويعات تفصلنا عنك , عامان و بضع سويعات تعمد الخراب بلعنة القداسة , كيف انت الان ؟ بحال افضل ؟ ارواحنا تعربد , الالم بهاء الجسد الطاعن في الخيبة , وبين خطوط المدن اللافضة لنا مازلنا شتات بشر( في القاهرة , حينما زرتها قبل عامين و بضعة اشهر شتائية , كانت المصالحة الوطنية مزعومة كما هي اليوم , مؤتمر تجار سياسين , و زهرة بنفسج كنت تباغتين المزايدة تلك بحلم ان نحمل متاعنا في الصيف القادم لرؤية ام الدنيا , و لكن الصيف جاء و انت خارج نطاق ارضنا و قاهرتنا , من العراق حتى السماء , و انا من حجرة القتلة الى قاهرة لم تستطع ان تصف لي شكل عينيك في شوارعها المباهية بالفرح في كل زمان ) مر وقت طويل , لم نتحدث عن شتائك البارد و صيفي الساخن , الاوغاد الذين ازهقوك و الازلام الذين سلبوني رغبة الوطن , نعم لم نتحدث , ربما الوحدة الان تجمعنا اكثر , بيتي بلا طعم كما قبرك , لانهما خاليان من الصحبة , هكذا اتصور
.منذ عامين , نما الموت , و بات وفيرا , جاهزا , يحصد ارواح الحالمين , موزعا الفاجعة كحلوى اجنبية الصنع , تخدعنا شقاء فريد يأخذنا , جدير بالحزن حد السأم نعم , هي احلامنا المظلمة تعاند الكوابيس بشيء يشبه التذكر , و لكنها تكاد تئن من فرط الوجعالموتى , انتم , تصطفون .ارقام هواتفكم . صوركم , اسماؤكم , ثرثرة الالم ساعة الانكسار
ابعث لك رسالتي و قد ضاق بي الانتظار افكر دائما .. كيف واجهتي السياف ؟ أنا واجهته بالذهول , ربما لاني تعلمت درسك جيدا ً( لا فرق بين عراقي و عراقي الا بالخوف على هذا البلد , ايضا يا اطوار , لا فرق بين مقتول و منفي الا بنبض وجعه اللامسموع )
عزيزتي , كيف هي امي ؟ أمازالت موبؤة بالحزن ؟ طمئنيها , أنا اقترب كثيرا , لا مسافة تفصلني عنكم فقط برزخ حياة متبقية هي طيبة يا اطوار , اعرف جيدا انها كانت بانتظارك مثلما اوصيتها , انتظرتك طويلا عند باب الجنة و انت كنت محروسة في ثلاجة الموتى في مستشفى اليرموك , التي تعرفها جيدا هي ايضا, و لكنها كانت قلقة عليك من قسوة العاملين فيها , آذوها في السابق , و لم تكن لتريد لك ذلك , لذا كانت أمي قلقة عند باب الجنة , هذا ما كان باديا عليها ساعة وصولك أؤكد لك هي طيبة , حنونة ايضا , لن تشعري بالوحدة معها , و لكن هل اخبرتها كل شيء عني ؟ اتمنى الا تكوني فعلت ؟ لانها ستحزن كثيرا و تقلق ايضا , هذه عادة الامهات يا اطوار( حدثيني عنك اكثر , كيف هي الجنة يا أطوار ؟ الطقس بارد ام حار ؟ هل هناك قتلة ايضا ً ؟ مسلحون ؟ عساكر ؟ مفخخات ؟ قتلى ؟ اشلاء ؟ اذن عليك نسيان كل هذا و لكن , كيف هي احوال الاقامات معكم ؟ هل تجددونها كل عام ؟ و لكن عامكم في الجنة كم يساوي على الارض ؟ و هل اعتبروا جوازك غير نافذ الان ؟ اعتقد انه كان من فئة s , ماذا ستفعلين ؟ هل تفكرين باصدار جواز اخر من بغداد ؟ يصدر اسرع و لكنه مكلف بعض الشيء , و لكن من يوصله لك ؟ اووووووووووووووه , امي ايضا , و لكن هي لم تستخرج جوازا اصلا , جوازها قديم , طمئنيني هل تحتاجون لكل هذا في الجنة ؟ )
ما هذا الهراء ؟؟؟أطوار .. يصلبني عجز كبير , أهذي دائما في محاولة يائسة للعودة الي , الآلام الاكثر فظاعة هي الآلام الخرساء , هكذا يقول بودلير .
و لكن , ماذا تقرأين الان ؟ اكيد هناك ستكتبن اجمل
اصرخي يا اطوار بهجت ..
صرختنا منذ عامين مازالت مدوية ترج الوطن , انسي الوطن طويلا , طويلا , ارتكبتيه كثيرا في الماضي , انسيه الان , انسيه ابداانسي طفولتك و شقاءك , و لا تسمي الاحلام بأسماء القتلة , اعرف جيدا انك تشعرين بالغدر , ربما ترددين ما قلته أنا ذات يوم ( لوثنا التيه , فجلسنا نقتنص الخيبة , و ما نكف عن رسم الاساطير ) , لكنني اعرفك جيدا لن تتخلي عن الحلم , و هناك اعتقد أن الاحلام اسهل , بلا شرط او قيد او حتى اديولوجيات تحلل و تحرم أو تبيح السفك نحن ايضا تركنا كل شيء يا أطوار , العراق محض ذكرى و دم , و قبوركم هناك كل ما تبقى في حضرة الهواء المسموم بالدخان , و الماء الملوث بالدم ضعي العراق قرب خريطته المدفونة , و احلمي , كوني بحلم اخضر له لون عينيكاعشقي هناك , و تحضري لعيد الحب بلا رشاشة كلنا على الارض , امك و ايثار , راجحة و ميسم و انا , حتى الحطاب , مشتاقون لعناقك في القيامة القريبة.
قبلاتي
رنا

لابسـوالأجسـاد


ذات مساء حلمتُ ببغداد و كان الظلام يتساقطُ عليها كتلاً ممزقةً و الضباب يهطلُ كالمطر و صوتُ عويلِ يمزقُ الأرصفة في شوارع ٍ خاوية تهضمُ الموت, تركضُ الأرواح المستهلكة و هي تلبسُ أجسادها , تبحث ُعن شيءٍ تقتاتُ به.
و بأقنعة ٍ من شمع ٍ وحديد صدىء تخفي وجوهها تحمل ُ في جيوبها المثقوبة الأسلحة الثقيلة والثقيلة جداً.
فكرتُ وأنا أتنزهُ على الغيوم ... هل لي أن أحلمَ بيوم ٍ لا أسمعُ فيه صوت الرصاص و المدافع و دوي سيارات تغصُ بالمتفجرات؟
أم أحلمُ بعراق ٍ كانت هويته ُ في الماضي حضارةً و مجداً و رمزهُ شموخٌ واباءٌ , حوله العابثون اليوم الى سوقٍ لبيع الخضراوات والفواكه ؟؟
و كنت كلما خطوتُ خطوةً الى الأمام .. رجعتُ بضعاً الى الخلف لأضيف الى أحلامي المؤجلة حلماً اخر, عادةً ما يصيرُ تحقيقه ضرباً من ضروب الخيال.
و قبل ان أكمل نزهتي , تعثرت قدماي , فهويت عن غيمتي .. عائدة ً الى مدينتي الحبيبة بغداد , فسقطتُ في زقاق خلتُ اني أعرفه أو ربما رأيته يوماً في الحلم .. لكنه بدا مهجوراً. و جدتُ أمامي صبياً يكتبُ على جدار مدرسة قديمة زجاجها مهشم : بقبضة من حديد ساخن يسرقُ منا لابسو الأجساد أحلامنا الصغيرة ويبيعونها, ليغدقوا علينا جراحاً كثيراً وموتاً وفيراً.فتسمرتُ في مكاني و شممتُ رائحة البارودرأيتُ حول المدرسة.. شظاياو دميةً صغيرة ملطخة بالدماءو بقايا وريقة محروقة كتب عليها بخطٍ مرتجفٍ : الهامش .. مرتعُ من يفقدون أحباءهم .
عرفتُ عندها أن ما رأيته في ذلك المساء التشريني لم يكن حلماً , بل كان هاجساً خفياً يحاولً أن يدق في اسماعنا ... كناقوس خطر.فتساءلتُ بألم :هل ستتحولُ بغداد الى مدينة تنعقُ فيها الغربان ؟!
رنا