الثلاثاء، 23 ديسمبر 2008

اطوار البهجة المسلوبة.. مِسكُ القيامة القريبة



الغالية اطوار
صباح الجنة
عامان و بضع سويعات تفصلنا عنك , عامان و بضع سويعات تعمد الخراب بلعنة القداسة , كيف انت الان ؟ بحال افضل ؟ ارواحنا تعربد , الالم بهاء الجسد الطاعن في الخيبة , وبين خطوط المدن اللافضة لنا مازلنا شتات بشر( في القاهرة , حينما زرتها قبل عامين و بضعة اشهر شتائية , كانت المصالحة الوطنية مزعومة كما هي اليوم , مؤتمر تجار سياسين , و زهرة بنفسج كنت تباغتين المزايدة تلك بحلم ان نحمل متاعنا في الصيف القادم لرؤية ام الدنيا , و لكن الصيف جاء و انت خارج نطاق ارضنا و قاهرتنا , من العراق حتى السماء , و انا من حجرة القتلة الى قاهرة لم تستطع ان تصف لي شكل عينيك في شوارعها المباهية بالفرح في كل زمان ) مر وقت طويل , لم نتحدث عن شتائك البارد و صيفي الساخن , الاوغاد الذين ازهقوك و الازلام الذين سلبوني رغبة الوطن , نعم لم نتحدث , ربما الوحدة الان تجمعنا اكثر , بيتي بلا طعم كما قبرك , لانهما خاليان من الصحبة , هكذا اتصور
.منذ عامين , نما الموت , و بات وفيرا , جاهزا , يحصد ارواح الحالمين , موزعا الفاجعة كحلوى اجنبية الصنع , تخدعنا شقاء فريد يأخذنا , جدير بالحزن حد السأم نعم , هي احلامنا المظلمة تعاند الكوابيس بشيء يشبه التذكر , و لكنها تكاد تئن من فرط الوجعالموتى , انتم , تصطفون .ارقام هواتفكم . صوركم , اسماؤكم , ثرثرة الالم ساعة الانكسار
ابعث لك رسالتي و قد ضاق بي الانتظار افكر دائما .. كيف واجهتي السياف ؟ أنا واجهته بالذهول , ربما لاني تعلمت درسك جيدا ً( لا فرق بين عراقي و عراقي الا بالخوف على هذا البلد , ايضا يا اطوار , لا فرق بين مقتول و منفي الا بنبض وجعه اللامسموع )
عزيزتي , كيف هي امي ؟ أمازالت موبؤة بالحزن ؟ طمئنيها , أنا اقترب كثيرا , لا مسافة تفصلني عنكم فقط برزخ حياة متبقية هي طيبة يا اطوار , اعرف جيدا انها كانت بانتظارك مثلما اوصيتها , انتظرتك طويلا عند باب الجنة و انت كنت محروسة في ثلاجة الموتى في مستشفى اليرموك , التي تعرفها جيدا هي ايضا, و لكنها كانت قلقة عليك من قسوة العاملين فيها , آذوها في السابق , و لم تكن لتريد لك ذلك , لذا كانت أمي قلقة عند باب الجنة , هذا ما كان باديا عليها ساعة وصولك أؤكد لك هي طيبة , حنونة ايضا , لن تشعري بالوحدة معها , و لكن هل اخبرتها كل شيء عني ؟ اتمنى الا تكوني فعلت ؟ لانها ستحزن كثيرا و تقلق ايضا , هذه عادة الامهات يا اطوار( حدثيني عنك اكثر , كيف هي الجنة يا أطوار ؟ الطقس بارد ام حار ؟ هل هناك قتلة ايضا ً ؟ مسلحون ؟ عساكر ؟ مفخخات ؟ قتلى ؟ اشلاء ؟ اذن عليك نسيان كل هذا و لكن , كيف هي احوال الاقامات معكم ؟ هل تجددونها كل عام ؟ و لكن عامكم في الجنة كم يساوي على الارض ؟ و هل اعتبروا جوازك غير نافذ الان ؟ اعتقد انه كان من فئة s , ماذا ستفعلين ؟ هل تفكرين باصدار جواز اخر من بغداد ؟ يصدر اسرع و لكنه مكلف بعض الشيء , و لكن من يوصله لك ؟ اووووووووووووووه , امي ايضا , و لكن هي لم تستخرج جوازا اصلا , جوازها قديم , طمئنيني هل تحتاجون لكل هذا في الجنة ؟ )
ما هذا الهراء ؟؟؟أطوار .. يصلبني عجز كبير , أهذي دائما في محاولة يائسة للعودة الي , الآلام الاكثر فظاعة هي الآلام الخرساء , هكذا يقول بودلير .
و لكن , ماذا تقرأين الان ؟ اكيد هناك ستكتبن اجمل
اصرخي يا اطوار بهجت ..
صرختنا منذ عامين مازالت مدوية ترج الوطن , انسي الوطن طويلا , طويلا , ارتكبتيه كثيرا في الماضي , انسيه الان , انسيه ابداانسي طفولتك و شقاءك , و لا تسمي الاحلام بأسماء القتلة , اعرف جيدا انك تشعرين بالغدر , ربما ترددين ما قلته أنا ذات يوم ( لوثنا التيه , فجلسنا نقتنص الخيبة , و ما نكف عن رسم الاساطير ) , لكنني اعرفك جيدا لن تتخلي عن الحلم , و هناك اعتقد أن الاحلام اسهل , بلا شرط او قيد او حتى اديولوجيات تحلل و تحرم أو تبيح السفك نحن ايضا تركنا كل شيء يا أطوار , العراق محض ذكرى و دم , و قبوركم هناك كل ما تبقى في حضرة الهواء المسموم بالدخان , و الماء الملوث بالدم ضعي العراق قرب خريطته المدفونة , و احلمي , كوني بحلم اخضر له لون عينيكاعشقي هناك , و تحضري لعيد الحب بلا رشاشة كلنا على الارض , امك و ايثار , راجحة و ميسم و انا , حتى الحطاب , مشتاقون لعناقك في القيامة القريبة.
قبلاتي
رنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق